كيفية معالجة السلوك السلبي لموظفيك

تعد معالجة السلوك السلبي لموظفيك أحد التحديات الرئيسية التي يواجهها مديرو الموارد البشرية لتحقيق أهداف الشركة وضمان سير عمل المنظمة بسلاسة. تأتي هذه المشكلة في مختلف أشكالها، من الإهمال وقلة الجهد إلى عدم احترام التعليمات والإجراءات المنصوص عليها. في هذا المقال سنستعرض كيف يمكن لمديرو الموارد البشرية معالجة مثل هذه الأنماط السلبية لضمان تحسين نتائج عمل شركتك.

1. تعريف السلوكيات السلبية لدى الموظفين

تعد السلوكيات السلبية لدى الموظفين من المشاكل الشائعة في بيئة العمل، حيث يتمثل السلوك السلبي في تقليد ممارسات تؤدي إلى تأثير سلبي على المجموعة ككل، ومن هنا نحن بحاجتنا إلى تحديد وتعريف هذه السلوكيات، ومن ثم العمل على تحسينها. يمكن أن تشمل السلوكيات السلبية عدم التزام الموظفين بالعمل بدقة وجديّة، والتأخر في إنجاز المهام، والتشاؤم والتحدث بطريقة سلبية، والسلوك التي تؤدي إلى تحديد سمعة غير جيدة للشركة بصفة عامة. ومن هنا فعليك أن تتخذ خطوات فعالة لمعالجة تلك الأنماط السلبية لدى الموظفين لتعزيز جودة أدائهم وتحسين أداء الشركة بشكل عام.

2. اكتشاف السلوكيات السلبية لدى الموظفين

بعد التعرف على السلوكيات السلبية التي تؤثر على موظفيك، يأتي الخطوة التالية وهي اكتشاف تلك السلوكيات. يسهل من هذه الخطوة مراقبة الموظفين وتدوين الملاحظات الدقيقة عن سلوكياتهم وتحليلها بشكل جيد. وبعد ذلك يمكن تحليل الأسباب الكامنة وراء هذه السلوكيات، ومحاولة توفير الأدوات اللازمة للتعامل معها بشكل فعال. كما يجب أن يقدم المديرون الدعم اللازم للموظفين والحوار معهم للوقوف على سبب هذا السلوك والعمل على تحسينه باعتباره جزءًا من فريق العمل. تذكر دائمًا الأهمية الكبيرة لهذه الخطوة في تحسين مستوى الإنتاجية والجودة في العمل.

3. استخدام التعزيز الإيجابي لتحسين سلوك الموظفين

يُعدّ استخدام التعزيز الإيجابي أحد أهم الطُرق لتحسين سلوك الموظفين في مكان العمل. يتمثل هذا الأسلوب في مكافأة السلوك الجيد للموظفين من خلال تقديم حوافز جذابة لهم بمجرد الوفاء بالمعايير المرغوبة. وبالتأكيد، فإن الموظفين يشعرون بالإيجابية والتحفيز عندما يتلقون استجابة إيجابية عند تحقيق الأهداف والمشاركة بأنشطة مختلفة. لذلك، يجب على الإدارة التحفيز والتشجيع على العمل الجيد والمثابرة، وتقديم الداعم الإيجابي لكل الموظفين. وبتوفير المعزيزات المناسبة للموظفين، يمكن تحويل السلوك السلبي إلى السلوك الإيجابي المرغوب، وبالتالي تحسين الطاقم العامل وزيادة إنتاجية العمل.

4. تجنّب استخدام التعزيز السلبي في تحسين سلوك الموظفين

تعد استراتيجية التعزيز السلبي أو تجنب التعلم من أسوأ الطرق لتحسين سلوك الموظفين في بيئة العمل. وبالفعل، فإن استخدام هذه الطريقة سيثبت فعاليته في تشكيل السلوك الجيد فقط عندما يكون الموظفين مستعدين لتلقي التحسينات والمكافآت. لذلك، يجب تجنب استخدام هذه الطريقة في تحسين سلوك الموظفين، بل ينبغي التركيز على استراتيجية التعزيز الإيجابي التي تكافئ الموظفين على السلوك الجيد وتحفزهم للمضي قُدُمًا في تطوير أنفسهم وتحسين سلوكهم بشكل أفضل. عندما يكون هناك مكافأة للسلوك الجيد، تزدهر الرغبة لدى الموظفين في تعلم السلوك الجديد وتحسينه، وهذا يؤثر بشكل إيجابي على الأداء العام للشركة وتحقيق الأهداف المشتركة.

5. تقديم الأدوات التي يحتاجها الموظفين للتعامل مع السلوك السلبي

يعد تقديم الأدوات اللازمة للموظفين للتعامل مع السلوك السلبي أحد الخطوات الرئيسية لمعالجة هذا المشكلة. فالموظف الكسول أو اللامبالي يحتاج إلى التدريب المناسب وتقديم الاهتمام لمهاراته. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تزويده بالأدوات الأخرى مثل المسؤوليات الملائمة والإشراف، والتحليل والتعليق على أدائه، والتعزيز الإيجابي لتحفيزه على العمل بشكل أفضل. وإذا كان الموظف يتحتم عليه التعامل مع زملائه في العمل بشكل جيد، فيمكن تقديم الدعم اللازم لتحقيق ذلك. هذه الأدوات تساعد الموظفين على التعامل بشكل أكثر فعالية مع السلوك السلبي وتحسين أدائهم في العمل.

6. تحفيز الموظفين على التعامل بشكل إيجابي مع الآخرين في العمل

عندما يحتفظ الموظفون بسلوك سلبي في مكان العمل، يمكن أن يؤثر ذلك على حياتهم المهنية والشخصية. لذا، عندما تتعامل مع الموظفين ذوي السلوك السلبي، يجب أن تحاول تشجيعهم على التفكير إيجابيا وتحسين تفاعلاتهم مع الآخرين. ويمكن القيام بذلك عن طريق احتضان الثقة بين الموظفين وتشجيعهم على التواصل بطريقة إيجابية وبناءة. يمكن أيضًا تحسين تفاعلاتهم بتوسيع نطاق التعاون في الفريق والعمل على تحسين الاحترام المتبادل والتفاعلات ذات الصلة من خلال إعطاء التدريب اللازم والإشراك في وضع خطط العمل. بتوفير بيئة عمل إيجابية، يمكن تحفيز الموظفين على التعامل بشكل إيجابي مع الآخرين في العمل وتعزيز تفاعلاتهم وتحسين سلوكهم بطريقة بناءة.

7. تطوير خطط واستراتيجيات للتعامل مع الموظفين ذوي السلوك السلبي

وفي إطار جهود معالجة السلوك السلبي لدى الموظفين، يتطلب الأمر تطوير خطط واستراتيجيات ملائمة للتعامل معهم. إنه بإمكان المديرين تحديد الأساليب والتقنيات التي تساعد على تحسين سلوك الموظفين السلبي، مع التركيز على أسباب وجذور هذه السلوكيات. ومن بين هذه الاستراتيجيات، يمكن تنظيم جلسات تدريبية قصيرة وورش عمل تقوم بإتاحة الفرصة للموظفين بالتحدث والتعريف بأفكارهم وآرائهم، بالإضافة إلى توفير الملاحظات المحفزة وتعزيز الاعتماد على التعاطف والاحترام في بيئة العمل. إن هذه الجهود يمكنها أن تستمر في تعزيز سلوكيات الموظفين وزيادة إنتاجيتهم المتميزة في العمل.

8. التحدث بصراحة مع الموظفين حول سلوكهم السلبي وطرق التحسين

في إطار عمل الفريق، يمكن للموظفين أن يتأثروا بأفعال بعضهم البعض. وعندما يتعلق الأمر بالسلوك السلبي فلا بد من التحدث بصراحة مع الموظفين المعنيين لتحسين سلوكهم. يمكن أن يتم ذلك عن طريق الإشارة إلى المسببات الحقيقية وراء السلوك السلبي، وتحديد الخطط والاستراتيجيات اللازمة لتحسين السلوك. عندما يتم التحدث بصراحة، يتمكن الموظفون من فهم تأثير أفعالهم وآثارها على الفريق، كما يتضح الأساليب المناسبة للتحسين. ويمكن تحسين السلوك عن طريق تقديم الدعم والأدوات اللازمة للموظفين، بالإضافة إلى تشجيعهم على التعاون مع الآخرين بشكل إيجابي في بيئة العمل. الحوار الصادق والبنّاء مع الموظفين بشأن سلوكهم السلبي يمكن أن يعطي الدافع الكافي للتحسين والتطوير في بيئة العمل.

9. تحليل الأسباب الكامنة وراء سلوك الموظفين السلبي

لا يمكن علاج السلوك السلبي لدى الموظفين دون تحليل الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك. يجب على الشركات التحلي بالصبر والتفاعل مع موظفيها لفهم الدوافع والأسباب التي تقودهم إلى هذا النوع من السلوك. من خلال الحوار البناء والتفاعل الإيجابي، يمكن للأطراف المعنية التوصل إلى حلول مستدامة لتحسين السلوك السلبي وتحفيز الموظفين على التعامل بشكل إيجابي مع الآخرين في العمل. تحليل الأسباب الكامنة وراء سلوك الموظفين السلبي يمثل خطوة هامة في حل مشكلة السلوك السلبي وضمان نجاح أي اجراءات تتخذها الشركة لتحسين وضعها.

10. الاستماع الجيد للموظفين ومحاولة تلبية احتياجاتهم لتحسين سلوكهم في العمل.

لا يمكن للإدارة أن تنجح في تحسين سلوك الموظفين دون الاستماع الجيد لهم وتلبية احتياجاتهم. يجب أن يشعر الموظفون بأن صوتهم مهم وأنه يتم الاهتمام بما يقولونه، حيث يساعد هذا الأسلوب في زيادة رضاهم والتفاعل الاجتماعي داخل الفريق. ولكن الاستماع الجيد لا يكفي، فالإدارة يجب أن تحاول تلبية احتياجات الموظفين وتوفير الأدوات والمعدات اللازمة لهم لتحسين سلوكهم في العمل. وهذا يتطلب التفكير في طرق جديدة للتدريب وتطوير الموظفين وتأمين بيئة عمل صحية وآمنة لهم. ولن ينجح أي برنامج لتحسين سلوك الموظفين إذا لم يتم الاستماع الجيد لهم وتلبية احتياجاتهم.